للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا﴾ [النور: ٤ - ٥]، ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا﴾ [النور: ٢١] أي (١): ما تُبْتُمْ.

يعني: ما خرجتم من هذا المشكل الذي وقعتم فيه؛ وهي مسألة اللعان، فلا ينبغي لعبد أن يدخل في مشكل، بل يخرج من المشكلات إلى البيِّنات، ومن الأفعال المذمومة إلى الخصال الممدوحة، كما قدَّمنا؛ من توبة الزلَّة، وتوبة الغفلة، وتوبة الفترة، وتوبة الرؤية للأعمال أو اعتقاد المنزلة، فإنَّ من كانت حاله في المعصية دائمة إلى المَنِيَّةِ خُلِّدَ في النار مُهَانًا، إلَّا من تاب (٢) وآمَنَ وعمل عملًا صالحًا، كما قدَّمنا؛ فـ ﴿وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾ [الفرقان: ٧١].

وهذه الكلمات لم يتعرَّض لها المُفَسِّرُونَ، وفيه فائدة، وهي: أنَّ التوبة المُعَقَّبَةَ (٣) بالعمل الصالح هو المتاب المُعْتَدُّ به.

فتقدير الآية: ومن تاب واستمر على العمل الصالح فهي التوبة المُعْتَدُّ بها، المرجو لصاحبها أن يكون من المفلحين، كما قال: ﴿فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ [القصص: ٦٧]، وسنُشِير إلى ذلك (٤) إن شاء الله (٥) فإنه من "الأسماء"، وسيأتي بيانُه إن شاء الله.


(١) قوله: "ما زكى منكم أحد أبدا أي" سقط من (ك) و (ب) و (ص).
(٢) في (د): إلا من تاب كما قدمنا.
(٣) في (ب): المعقب.
(٤) في (ك) و (ب): إليه، وضعَّفه في (ص).
(٥) قوله: "إن شاء الله" لم يرد في (ب).