للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرابع: "الخبيثاتُ من الأعمال للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من الأعمال" (١)، وكذلك الطيِّب مثله، قاله مجاهد أيضًا، ﴿أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾ [النور: ٢٦]، يعني: الطيِّب مُبَرَّأٌ من الخبيث، وقوله: ﴿لَهُم مَّغْفِرَةٌ﴾، أي: جعلنا بلاءهم مغفرة لذنوبهم، ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ عندنا.

الخامس: "الخبيثات من الأحوال للخبيثين من الرجال" (٢).

السَّادس: "الخبيثات من الأموال (٣) " (٤)، ورَكِّبْه كذلك.

قال الأمام الحافظ (٥): هذه الأقوال كلها صحيحة محتملة، وإن كان سببُ الآية وما قبلها يدلُّ على الأشخاص فلا يمتنع أن يدلَّ على المعاني؛ من الأحوال، والأفعال، والأقوال، والأموال، فيكون العمل الخبيث لا يصدر الَّا من الرجل الخبيث، كُلٌّ مَرْبُوطٌ بما يليق به، والفعلُ لائق بفاعله، والفاعلُ لائق بفعله؛ في الطهارة والقذارة، والنفاسة والخساسة، والشرف والسَّرَف.

وإذا قلنا: إنها الأحوال؛ فالخبيثات من الأحوال كالمُنَى والشهوات لأصحابها والسَّاعين لها لميلها لها، غير ممنوع أحدهما من صاحبه، فالصفة للموصوف لازمة، والموصوف لصفته لازم.


(١) تفسير الطبري: (١٧/ ٢٣٦ - التركي).
(٢) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٠٣).
(٣) في (د): الأقوال.
(٤) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٠٤).
(٥) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي ، وفي (ب) و (ك): قال الإمام الحافظ .