للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خذلانه مُتَمَادِيًا على طغيانه مُسْتَمِرًّا على غُلَوَائِه كان من جملة المعرضين عن الله الذين (١) أعرض الله عنهم، ومن الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ومن الذين ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، وهو شخص يُخاف عليه سوء الخاتمة.

وإذا عصى واستغفر كان من اللوَّامين، ورُجِيَ له الخروج عن الفتنة بما هو عليه؛ الفينة بعد الفينة، فإذا كانت فينة (٢) في معصية وفينة (٣) في استغفار رُجِيَ له تأثير القلب بالانكفاف، ومن الحسن له أن يسأل في الدعاء غيره ممَّن يرجو عنده بركته؛ من ذي موَّدة أو ذي صلاح.

ومن الحديث الصحيح: "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون ويغفر لهم" (٤)، وهذا صحيح صحيح.

المعنى: فإنه غفَّار؛ فلا بد أن يكون- هنالك ذنب يُغْفَرُ.

ومن الصحيح: أن النبي قال: "إذا قال العبد: اللهم اغفر لي، قال الله: عَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، قد غفرت له" (٥).

وفيه: أن النبي (٦) قال: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السَّماء (٧) الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخِر، - وفي رواية: حين يذهب ثلث الليل الأوَّل-


(١) في (د): الذي.
(٢) في (د): فيئة.
(٣) في (د): فيئة.
(٤) تقدَّم تخريجه.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) في (ك): صلى الله عليه.
(٧) في (د): سماء.