للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصحيح أنها وفاة قبض لا وفاة موت، حتى لقد رُوِي: "أنه توفي ثلاث ساعات من النهار فرفعه (١) الله فيها" (٢)، وهذا تحكم بغير أثر، أوقعهم فيه لفظ ﴿مُتَوَفِّيكَ﴾، والدليلُ على صحة ما قلناه قَبُوْلُ النبي في الصحيح: "لينزلنَّ فيكم ابنُ مريم حَكَمًا مُقْسِطًا، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويَفيض المال فلا يقبله أحد، وليُهِلَّنَّ على الروحاء حاجًّا أو مُعْتَمِرًا، أو ليُثَنِّيَنَّها (٣)، الأنبياء أولاد عَلَّاتٍ، أمهاتهم شتَّى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم، لم يكن بيني وبينه نبي" (٤).

ومن الحسن: "وهو خليفتي على أمتي، وإذا رأيتموه فاعرفوه؛ رجل مَربوع إلى الحمرة، سبط الشعر، يقطر ماء وإن لم يصبه بَلَلٌ، بين مُمَصَّرتين، يقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها، ويُهلك الله في زمانه مسيح الضلالة الدجال الكذاب، وتقع في الأرض الأَمَنَةُ؛ حتى يرتع الأُسْدُ مع الأبل، والنمور مع البقر، والغنم مع الذئاب، ويلعب الغلمان بالحيَّات، تُذهَبُ (٥) حمتها (٦)، لا يضر بعضهم بعضًا، فيلبث في الأرض أربعين سنة، ثم يُتَوَفَّى، ويصلي المسلمون عليه ويدفنوه" (٧).


(١) في (ك) و (ص): ورفعه، وفي (ب): رفعه.
(٢) تفسير الطبري: (٦/ ٤٥٧ - شاكر)، عن وهب بن منبه.
(٣) في (ك): ليثينها، وفي (ص): ليثينهما.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره عن أبي هريرة : (٦/ ٤٥٨ - شاكر)، وأصله في الصحيح، أخرجه مسلم في مواضع من صحيحه: كتاب الإيمان، رقم: (١٥٥ - عبد الباقي)، وكتاب الحج، رقم: (١٢٥٢ - عبد الباقي).
(٥) في (ك) و (ص): وتذهب.
(٦) في (ب): حمته.
(٧) أخرجه الطبري في تفسيره عن أبي هريرة-: (٦/ ٤٥٩ - شاكر).