للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الطبري: "وهذا نصُّ أنه حيٌّ من وجوه؛ منها: قوله: "لينزلنَّ ولو كان مَيِّتًا لقال: "وليُحْيِيَنَّ الله عيسى"، ولكن الله لمَّا أخبر عنه أنه قبضه من الأرض أخبر عنه النبي أنه سيرجع إلى الموضع الذي رُفِعَ منه" (١).

الثاني: قوله: ﴿وَرَافِعُكَ﴾، وهذا تشريف له؛ لأنه كان يجوز أن يتوفَّاه منهم ولا يرفعه إليه، فشرَّفه بأن رفعه إليه مقبوضًا عنهم.

الثالث: قوله: ﴿وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، أي: مُذْهِبٌ عنك ما هَمُّوا به فيك من المكروه، كما قال: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ [النساء: ١٥٦]، أي: ما قتلوه حقيقة، ولكن شُبِّهَ لهم فتنة.

وقال أهل الزهد: "أمَّا تَوَفِّيه عنهم فإنه قَبَضَهُ عن صفات البشرية، وجعل فيه خصائص القدرة؛ من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، والتحديث عن الغيب" (٢).

﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾، يعني: إِلى مكان كرامتي لأوليائي، ﴿وَمُطَهِّرُكَ﴾، أي: من حال الكفار في جميع الصفات والأغيار، حتى لا يكون في أحد نَقْصٌ إلَّا جعلتُ له كمالًا أعظم من كل كمال، وهو (٣):

الرابع: قَوْلُه: ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾.


(١) تفسير الطبري: (٦/ ٤٥٨ - شاكر).
(٢) لطائف الإشارات: (١/ ٢٤٥ - ٢٤٦).
(٣) بعده في (ك) و (ص): الثالث، وضرب عليه في (د)، وقوله: "وهو" لم يرد في (ب).