للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلف الناس في المراد "بالذين اتبعوه" على ثلاثة أقوال:

أحدها: أنهم المؤمنون (١).

والثاني: الروم (٢).

الثالث: جاعلُ النصارى الذين آمنوا به فوق اليهود الذين كفروا به إلى يوم القيامة (٣).

فإن كان المراد به النصارى واليهود فالخَبَرُ على عمومه، ومُطْلَقُهُ صحيح صِدْقٌ، فإنَّ الحال كذلك، ما اجتمعت قط يهود ونصارى في بلد إلَّا والنصارى فوقهم فيه.

وكذلك إن كان المراد به الروم، فإنهم طائفة عيسى وأمته، كما قدَّمنا.

وإن كان المراد به مَن آمن به فيكون معناه: أنهم فوق الذين كفروا بالبرهان، كما قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء:.١٤]، المعنى: في البرهان، فإن ظهرت الكَفَرَةُ على المؤمنين في اليد فلم يظهروا عليهم في الحق؛ لأن الدليل لا ينقلب، والحق لا يُغلب، أَمَا إنه يُنْكَرُ ويُكْفَرُ.

فطهارتُه منهم- كما بيَّنَّا- بثلاثة أوجه؛ ببدايته العالية، وصفاته الهادية، وعصمته الكافية.


(١) تفسير الطبري: (٦/ ٤٦٢ - شاكر).
(٢) تفسير الطبري: (٦/ ٤٦٣ - شاكر).
(٣) تفسير الطبري: (٦/ ٤٦٣ - شاكر).