للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال (١) أهل الزهد: "أسباب طِيبهم مختلفة؛ فمنهم (٢) من طاب وقته لأنه غُفِر ذنبُه وسُتِر عيبُه.

ومنهم من طاب قلبه لأنه سَلَّمَ عليه محبوبه (٣).

ومنهم من طاب وقته لأنه لم يَفُتْهُ مطلوبه (٤)، ولا تعذَّر عليه مرغوبه (٥).

ومنهم من طاب وقته لأنه يعود إلى أقاربه، ويصل إلى مآربه.

ومنهم من يطيب وقته لأنه أَمِنَ زوال حاله، وحَظِيَ بسلامة مآلِه.

ومنهم من طاب وقته لأنه وصل إلى أفضاله.

ومنهم من طاب وقته لأنه شاهَد شريف جماله؛ وكُشِف (٦) له عن جلاله.

﴿قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾ (٧)، وسلَّم الله لهم مذهبهم" (٨).

قال الإمام الحافظ (٩)، : هذا مرتبطٌ بالعَقْدِ الأوَّل الذي قدَّمنا؛ من عموم الطيب وخصوصه، وصفاء الحال وكدرها، وخُلوص العلم أو شَوْبِه


(١) قبله في (ك) و (ص) و (ب): السَّابع: قال أهل الزهد.
(٢) في (ك): منهم.
(٣) قوله: "فمنهم من طاب وقته لأنه غُفِر ذنبه وسُتِر عيبه، ومنهم من طاب قلبه لأنه سلم عليه محبوبه" سقط من (ص).
(٤) قوله: "ومنهم من طاب وقته لأنه لم يفته مطلوبه" سقط من (ب).
(٥) قوله: "ولا تعذَّر عليه مرغوبه" سقط من (ك) و (ب) و (ص).
(٦) في (ك) و (ص): بأن كشف.
(٧) [البقرة: ٥٩].
(٨) لطائف الإشارات: (٢/ ٢٩٥).
(٩) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي.