للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالجهالة، وسلامة الطاعات أو غشها (١) بالمعصية، والذي أعتقده في ذلك: أنَّ من غلبت حسناته على سيئاته تقبضه الملائكة على أنها نفس مطمئنة طيِّبة، مُسَلَّمٌ عليها، مُبَشَّرَةٌ بحالها، ومن غلبت سيآتُه حسناتِه- وهو في المشيئة- فلا يكون له في ذلك مدخل، وإنما أمره مُغَيَّبٌ عنَّا، فإذا طاب بالتوحيد خلص عن التخليد، وإذا طاب على الإطلاق فقد أخذ على الفوز الميثاق، وإذا اختلط (٢) حالُه فقد جُهِل مآلُه، فلا معنى لطلب ذلك فيه، ومن غُفِر ذنبه وسُتِر عيبه طاب بفضل الله حالُه (٣) لا بعمله.

وأمَّا من قال له (٤) محبوبه أو رسوله (٥): "سلامٌ عليكم"؛ فقد طاب قلبه، وذلك قوله: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٣٢].

فإن كان شهيدًا- فالأمر على الفور-، ورُوحُه تخرج من البدن إلى الجنة بغير واسطة، وإن لم يكن شهيدًا فالأمر على التراخي، ولكنها بُشْرَى يُطَمْئِنُ (٦) بها أهلُ (٧) السَّلامة النفسَ المطمئنة بالطاعة.

وأمَّا من لم يَفُتْه مطلوبه؛ فهو الذي وحَّد الله بالمعرفة، ولم يُضرَب بينه وبينه حجاب، ودون الله حُجُبٌ، وما (٨) رُفِعَتِ الحُجُبُ ولا حصلت


(١) في (ك) و (ص) و (ب): عيبها، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.
(٢) في (ك): اختلطت.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): خالصًا، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.
(٤) سقط من (ص).
(٥) بعده فى (ك) و (ص) و (ب): يقول لك، وضرب عليها في (د).
(٦) في (ك) و (ص): تطمئن.
(٧) في (ك) و (ص): على.
(٨) في (ك) و (ص): ولا.