للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعرفة إلَّا لمن يقول: إنه واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في مخلوقاته، لا يخفى عليه شيء، ولا يَشِذُّ عن قدرته شيء (١)، ولا يفعل أَحَدٌ شيئًا غيره، وأنه فعَّال لما يشاء، إن عَذَّبَ الخلق أجمعين فبِعَدْلِه، وإن رحمهم أجمعين فبِفَضْلِه، وإن نوَّعهم فبِحِكْمَتِه وحُكْمِه، وأنَّ رسوله بلَّغ وبيَّن وعلَّم، وما كَنَى ولا أبهم ولا أعجم، وأن رسله الكرام مطهرون طيِّبون، إلى غير ذلك من شروط التوحيد الذي (٢) هذه أصولها.

وأمَّا من طاب وقته بالعَوْدِ إلى أقاربه والوصول إلى مآربه؛ فهو الذي تخلَّى (٣) عن الخلق، فلا يرى إلَّا من هو مثله، وقَطَعَ الدنيا وعلائقها؛ فلم تبق له مَأْرُبَةٌ إلَّا بلغها، ولا مأربة أعظم من ترك الدنيا؛ فإن الحاجة الصحيحة تَرْكُ الحاجة، والغنى تَرْكُ الغنى (٤)، والمُنَى قَطْعُ المُنى.

وأمَّا الذي أَمِنَ زوالَ حاله ووَثِقَ بمآله؛ فما أعلم منهم (٥) إلَّا نحو العشرين، منهم: العشرة، وابن عمر، وابن سلَّام، وأبو ذَرٍّ، وبلال، وقد عددناهم في موضعهم من "شرح الحديث" بأدلة ذلك، فليُخْرَجْ (٦) منه على القانون.


(١) سقط من (ك).
(٢) في (ك) و (ص): التي.
(٣) في (ك): تحلى.
(٤) في (د): العنا.
(٥) في (د): منه.
(٦) في (ك): فلتخرج.