للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد يُدْرَكُ ذلك بالفَأْلِ (١)، كما جرى لعمر بن الخطاب؛ إذ قال لرجل: "ما اسمك؟ فقال: جمرة، فقال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال: ممَّن؟ قال: من الحُرقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بالحَرةِ (٢)، قال: بأيِّها؟ قال: بذات اللَّظَى، قال عمر: أَدْرِكْ أهلك؛ فقد احترقوا" (٣)، فكان كما قال عمر، فجمع عليه من اسمه في قلبه ما أوجب احتراقه، وذلك كما يحصل في نَفْسِ العائن على المَعِينِ، مجموعٌ يكون فيه هلاكه أو سقمه، وإنما جاز ذلك لعمر من جمعه نفسه عليه، وحُكمه به فيه؛ للتنبيه على تحسين الأسماء واجتناب مكروهها، فإنه قاعدة شرعية، وكم اسم بدَّله النبي (٤).

وهذا هو الذي يسمَّى "المُتَوَسِّم"، أو هو نوع منه، قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ [الحجر: ٧٥]، وهو مأخوذٌ من الوَسْمِ؛ وهو العلامة، وقد تكون حِسِّيَّةً؛ فيشترك فيها الناس، وقد تكون معقولةً؛ فيختصُّ بها المُلْهَمُون (٥).

قال سَلَمَةُ بن كُهَيل: "أبو جعفر -يعني: محمد بن علي بن الحسَين (٦) بن علي بن أبي طالب- من المُتَوَسِّمِين" (٧).


(١) في (ص): بالمقال.
(٢) في (ص): بحرة النار، ومرَّضها في (د).
(٣) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: كتاب الجامع، ما يكره من الأسماء، (٢/ ٣٣٩)، رقم: (٢٧٤٤ - المجلس العلمي الأعلى).
(٤) ينظر: الموطأ: كتاب الجامع، ما يكره من الأسماء، (٢/ ٣٣٩)، رقم: (٢٧٤٣ - المجلس العلمي الأعلى).
(٥) ينظر: الأحكام: (٣/ ١١٣١).
(٦) فى (ك): الحسن، وهو تصحيف.
(٧) سير النبلاء: (٤/ ٤٠٥).