للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذُهِبَ ببعضها عند فَيِّ الدار؛ أَسِفْتُ لها ولمَا مضى من أمثالها، ممَّا لا أجبره إلَّا بالرحلة مرة أخرى" (١).

وكذلك قولُه في موضع آخر من كُتُبِه: "قد ذكرنا في كتاب النبي- أسماءَه وجميع متعلقاته، وختمناها بمعجزاته وغزواته، وذكرنا له ألف معجزة، وذكرنا من أسمائه فيها عِدَّةً، سَلَبَتِ النوائبُ بعضها" (٢).

وكذلك قولُه : "قد كنا أملينا فيه في كتاب أنوار الفجر في عشرين عامًا ثمانين ألف ورقة، وتفرَّقت بين أيدي الناس، وحصل عند كل طائفة منها فَنٌّ، وقد ندبتهم إلى أن يجمعوا منها ولو عشرين ألفًا، وهي أصولها التي يُبنى عليها سواها، وينظمها على علوم القرآن الثلاثة؛ التوحيد، والأحكام، والتذكير، إذ لا تخلو آيةٌ منه- بل حرف- عن هذه الأقسام الثلاثة" (٣).

وظهر بهذا أن ما ضاع من كتاب "أنوار الفجر" تلافاه بهذه المجموعات التي هي جزء من كتابه الكبير، و"أنوارُ الفجر" قد ضَمَّ في تضاعفيه هذه العلوم الثلاثة؛ كما يأتي بعد هذا إن شاء الله، فالحاجةُ إلى سَدِّ الخلل الداخل عليه في مؤلفاته أداه إلى تخصيص قِسْمٍ لهذا العلم؛ "علم التذكير".


(١) سراج المريدين: (٤/ ٤٠٥).
(٢) القبس: (٣/ ١٢٠٠).
(٣) القبس: (٣/ ١٠٤٨)، وينظر: قانون التأويل: (ص ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>