للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ذلك وأَطْنبُوا، وصَعَدُوا واسْتَفَلُوا، وعليهم في ذلك ما احْتَمَلُوا، وهم مُطالَبون بالقيام بما حُمِّلُوا، وليس في هذا الباب أَثَرٌ يُلْتَفَتُ إليه، ولا يُعَوَّلُ عليه، فلا تَشْغَلُوا بأحاديثه بالًا، ولا تَسْطُرُوا بذِكْرِه مَقَالًا، فإن فَضْلَ هذه الصفات أَعْظَمُ مِنْ أَن تظهر، والذي صَحَّ عن النبي فيه عَشَرَةُ أحاديث" (١).

وكلام الإمام أبي بكر هنا واضح لا لبس فيه، فهو يقصد من أَكْثَرَ في هذا الباب ونَسَبَ إلى النبي ما لا يصح، ونَظَرُه إلى ما كتبه أبو طالب في "قُوتِ القلوب" (٢)، وما كتبه أبو حامد في "الإحياء" (٣).

وكَلَامُ الإمام أبي بكر بن العربي هنا يَقْدُرُه أهلُ العلم، ويعرفون موقعه وموضعه، ويدركون أن كلامه إنَّما صَدَرَ من خِرِّيتٍ مُجَرِّبٍ، عارف عالم بما يقول، مُدَاخِلٍ لمصنَّفات العلماء، مُحْتَوٍ على مقاصدها ومباحثها.

وهذا الذي ذكره ابنُ العربي من الأحاديث الصحيحة في فضيلة العلم هو ما ذكره أهل الصحيح.

وفي موضع آخر قال الإمامُ ابن العربي: "أَكْثَرَ الناس في فضائل العلم، وهو أفضل من أن تُتْلَى فضائله؛ إذ لم يصح فيه أكثر ما أورده الناس فيه" (٤).


(١) سراج المريدين: (٢/ ٣٩ - ٤٠).
(٢) قوت القلوب: (١/ ٣٦٣).
(٣) الإحياء: (ص ١٢).
(٤) العارضة: (٩/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>