للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد قدَّمنا أن هذا العلم قد ترجمه ابنُ العربي باسم "التذكير"، ولم يشأ أن يُسَمِّيَهُ كما سمَّاه الناس من قبله، وقد سمَّاه قوم باسم "الزهد"، وعند آخرين باسم "المواعظ"، وعند غيرهم باسم "التصوف"، وعند أقوام آخرين مندرج هذا في فَنِّ "الرقائق"، وهكذا، وكُلّ قوم من المذكورين لهم اختيارهم، ولهم ما يستروحون إليه عند اعتراض المعترضين عليهم، والغرضُ الأساس من كل هذه التسميات أن يكون هناك نَوْعُ مطابقة بين الترجمة والكلام المنثور في تضاعيفه، مع الوفاء بشرط هذا العلم، والانتهاض بقواعده وخصائصه.

قال الإمام ابنُ العربي : "ويدخلُ في علم التذكير: الوعد والوعيد، والجنة والنار والحشر، وتصفية الباطن والظاهر عن أخلاط المعاصي" (١).

وقال أيضًا: "وهذه "الرسالة" هي مُجَرَّدَةٌ في قِسْمِ الذِّكْرَى؛ فإنَّ من معرفة النفس معرفةَ الأسماء والصفات؛ في الأحوال والمقامات" (٢).

وقال : "وتَزْكِيَةُ النفس وتطهيرُها والخروجُ عن آفاتها بالقَلْبِ والجَوَارحِ عِلْمٌ مُحْكَمٌ في القرآن والسنة، وهو نِصْفُ العِلْمِ من جهة، إذ العِلْمُ وَجْهَانِ؛ معرفة الخالق، ومعرفة الخَلْقِ" (٣).


(١) قانون التأويل: (ص ٢٣٠).
(٢) سراج المريدين: (٢/ ٥٣).
(٣) سراج المريدين: (٢/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>