وهذا الحديث ذكر الحفاظ أنه موضوع؛ لأنه من رواية أحمد بن عطاء الهُجَيمي وعبد الواحد بن زيد، وهما متروكان، وممَّن ذكره في الموضوعات الحافظ السيوطي في ذيل اللآلي" (١).
قلتُ: وفيما ساقه من نقد لنا عليه ألوانٌ من القول، وأوجهٌ من النقد:
الأوَّل: بعض ما ذكره في نقله لم يحسن قراءته، وصحَّف فيه تصحيفًا قبيحًا، من ذلك ما ذكره من شعر ابن العربي، فكتب: واستحمدوه، صوابه: واستمجدوه، وكذلك قوله: عودوا من، صوابه: عُوجُوا عن.
الثاني: كان على الغماري أن يبتهج بحافظ كبير يسعى إلى تنبيه الناس إلى مخاطر الكذب على رسول الله ﷺ، ويدعو إلى تنقية علوم الإسلام من الزائف والمنحول من المرويات، ولكنه أراد أن يجعل هذه الفضيلة رذيلة، لحاجة في نفسه، وحقد في قلبه، ويا حسرة عليه؛ يحقد على رجل بينه وبينه ثماني مائة عام مكمَّلة!
الثالث: ما زعمه من أن ابن العربي يُورِدُ في كتبه الكثير من الأحاديث الواهية والموضوعة لا يثبت أمام النقد، وللرد على ذلك لا بد من تقرير جملة أمور:
أوَّلها: أن ابن العربي حافظ كبير، ومجتهد في التصحيح والتعليل، فكما يُقْبَلُ قول غيره من النقاد كذلك يعامل ابن العربي.
ثانيها: أن الخطأ لا يسلم منه أحد، وها هو حافظ الإسلام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري أنكر الناس عليه بعض الأحاديث، رغم جلالته وإمامته.