وهذا لا يهمنا بعد الإجماع على أنه ستة آلاف، وأنه لم يبلغ سبعة آلاف، فكيف تكون آيات التوحيد وحدها عشرة آلاف آية دون آيات الأحكام والقصص والوعد والوعيد وغيرها؟
وفي مقابلة هذا قوله: إنه لم يصح عن رسول الله ﷺ باتفاق إلا ألفَا حديث، مع أن صحيح البخاري وحده المتفق على صحته فيه بدون مكرَّر أربعة آلاف؛ كما قال الحافظ، ونظمه الحافظ السيوطي في ألفيته:
وعدد البخاري بالتحرير … ألفان والربع بلا تكرير
ومسلم أربعة آلاف … وفيهما التكرار جم واف
فكيف وقد نُقل عن البخاري أنه قال: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح، إنَّ هذا لعجب" (١).
قلتُ: ونَقْدُ كلام الغماري يكون من وجوه:
الأوَّل: ما ورد في نُسَخِ "سراج المريدين" من أن الآي عشرة آلاف لا يمكن أن ينسب إلى ابن العربي إلَّا على أحد الاحتمالين:
أولهما: أن يكون من غلط الناسخ، وهو كثير معروف شائع.
ثانيهما: أن يكون سهوًا من الإمام، أراد أن يكتب الألف فكتب عشرة آلاف.