للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك في مصادر "السراج"، ومن مرويات ابن العربي - أيضًا - التي خفيت على الغماري كتاب "مسند أبي حنيفة"، فبأي شيء تستدرك يا هذا؟

الخامس: وكل ما ذكره الغماري من رواة هذا الحديث لا يدل على صحته في نفسه ولا على ثبوته، فكم من حديث شُهر من طرق كثيرة وهو لا يصح، والكذَّابون يُغِيرون على أحاديث بعضهم البعض ويُرَكِّبُونَ لها الأسانيد؛ ليُكَثِّرُوا كذبهم، ويُعَدِّدُوا باطلهم، ومن الحديث ما لا يصح إلا من رواية صحابي واحد، ويرد من رواية صحابة آخرين، ومع ذلك تجد كل تلك الروايات ضعيفة أو منكرة، كما هو الشأن في حديث: "إنما الأعمال بالنيات"، فطريقه الصحيحة الوحيدة هي ما جاء عن عمر بن الخطاب ، وغيره إمَّا منكر أو ضعيف.

السَّادس: وممَّا يشهد لقول ابن العربي ما ذَكَرَهُ الإمام الحافظ ابنُ حبان ، إذ قال: "رُوي عن النبي أخبارٌ كثيرة تُصَرِّحُ بنفي الإكثار من الزيارة، حيث يقول: زُرْ غِبًّا تزدد حُبًّا، إلا أنه لا يصحُّ منها خَبَر من جهة النقل" (١).

وقال فيه الإمام أبو حاتم الرَّازِي: "ليس هذا الحديث بصحيح" (٢).

وقال فيه الحافظ ابن حجر: "قد ورد من طُرُقٍ أكثرها غرائب، لا يخلو واحد منها من مقال" (٣).


(١) روضة العقلاء: (ص ١١٦).
(٢) العلل لابن أبي حاتم: (٥/ ٥٤٢ - ٥٤٣).
(٣) فتح الباري: (١٠/ ٤٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>