للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو زرعة الدمشقي: "أحاديثُه ليست بذاك" (١).

وقال حافظ المغرب الإمام ابنُ القطَّان الفاسي: "ضعيف جدًّا" (٢).

فظهر بهذا أن جِلَّةَ النَّقَدَةِ من حفَّاظ الحديث والإسلام قائلون بتضعيفه، وقائلون بعدم ثبوته، فما الذي يضير شيخ الإسلام الحافظ أبا بكر بن العربي أن يقول مثل قولهم أو يذهب مثل مذهبهم؟

وكل ما أجلب به الغماري ما هو إلا تدليس وتمويه؛ الغرض منه التنقيص من الإمام أبي بكر بن العربي، وإظهاره بمظهر الذي يعادي ويعارض السنن تبعًا لإمام مذهبه الإمام مالك بن أنس .

وإخراجُ من ذَكَرَ لأيِّ حديث لا يدل على شيء، بل لا بد من النظر في الأسانيد واعتبار الطرق، وكلهم قد ورد عندهم بأسانيد ضعيفة مسلسلة بالمجاهيل، ولكنه يدلس على القارئ تدليس تسوية، فيحذف ما يفضح قوله ورأيه، ويترك ما يجعله منتصرًا به، زعمات زعمها، فخيَّب الله رجاءه فيها، ولعله كان يقول ذلك لأصحابه و"كُتُبُ السنة" لم يطبع منها إلَّا النزر اليسير، وظنَّ أن كُتُبَ التخريج لا يطالها الناس ليراجعوا ما يقول.

الثاني: ومن تدليساته قوله: إن بعض الحفاظ عدَّه متواترًا، وعجبتُ لحديث يقال فيه ما سقناه من نقد النقاد يقول هو فيه: إنه من جملة المتواتر، يستغفل به الذي لا يعلم، ويحتال فيه على الذي لا يفهم.


(١) شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي: (١/ ٢٧٥).
(٢) بيان الوهم والإيهام: (٣/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>