للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الغماري لا يُبْطِلُ الاحتجاج به، ويستغفل قارئه لظنه أنه لا يقف على ذلك في مصادره، وغريب أن يحتج بالضعاف والمتروكين، ولكن ما دام أنه قد اتخذ الإمام ابن العربي عَدُوًّا فهو يستبيح في سبيل حربه معه كل شيء، حتى ولو تعلَّق بأحاديث المتروكين والمنبوزين، غريب هذا الصنيع جِدًّا.

السَّادس: وأما إحالته على الطبراني فهي كذلك من قَبِيلِ التهويل، فقد أخرجه الطبراني من حديث عبَّاد بن كثير (١)، وقد تقدَّم قولُ ابن حبَّان فيه.

السَّابع: ومدارُ الحديث على من ذكرنا، وهو عبَّاد بن كثير، ومع ذلك أورد الغماري ما أورد ليَهُولَ القارئ ما يرى وما يطالع، ولكن ما ذكره لا شيء، شِبْهُ الرِّيحِ.

الثامن: ومن غريب تناقض الغماري ما ذكره في "مداويه" مخالفًا لما قاله هنا، قال - بعد أن ذكر من رواه -: "كلهم من طريق عبَّاد بن كثير" (٢)، ثم ذكر ما أوردناه هنا من كلام ابن حبَّان، والذي يقضي باطِّراح رواية عبَّاد بن كثير؛ لضعفه وانهتاك أمره، ثم قال الغماري: "وعبَّاد بن كثير متروك" (٣)، ومع ذلك قال هنا: إن الحديث ضعيف، فانظر وتأمَّل، ثم تعجَّب، ثم أحمد الله على العافية.

والحديث باطل كما قال ابن العربي، شديد الضعف، لا يبعد أن يكون من وضع عبَّاد بن كثير، والله أعلم.


(١) المعجم الكبير: (١٠/ ٩٠).
(٢) المداوي: (٤/ ٤١٨)، وينظر: شعب الإيمان للبيهقي: (١١/ ١٧٦).
(٣) المداوي: (٤/ ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>