للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله ابن العربى وأخزاه، ولا بارك فيه ولا أغاثه؛ بشفاعة جد الأشراف ، آمين.

فإنه هكذا يُحِبُّ أن يذكر آل البيت النبوي، وقد أفرط في حَقِّ والد زين العابدين وهو سيدنا الحُسَين ، بل وفي حق والدته سيدة نساء العالمين بالنص الصحيح، فقال عَدُوُّ الله في تفسير قوله تعالى: ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾ [الواقعة: ٣]: أي: خافضة لفاطمة، رافعة لعائشة، فانظر عدو الله كيف حوَّل معنى الآية وطبَّقها على ما في صدره من بغض بنت رسول الله ، التي هي كما قال : هي بضعة مني، يرضيها ما يرضيني، ويغضبها ما يغضبني" (١).

قلتُ: ونَقْدُ هذا الكلام من وجوه:

الأوَّل: كل هذا التهويل إنما أراد أن يتسلَّل به إلى نَبْزِ الإمام ابن العربي بالنصب، وكَوْنُ ابن العربي أورد روايةً لبيت شعر لا يعرفها هو لا يعني أن ذلك غير موجود، ولا يعني أن ذلك قد غيَّره، وقد قرأها الناسُ بكتابه فلم يقل أحدٌ ما قال هذا الغماري.

الثاني: ما زعمه من أن البيت يُنسب لعلي بن الحُسَين مجرد دعوى، فالبيت نسبه ابن عساكر إلى الشِّبْلِي (٢)، ولم ينسبه إلى أحد آخر، وما دَخْلُ علي بن الحُسَين هنا، ولكن الغماري يهذي ويريدنَا أن نتابعه في هذيانه، ولو كان لزين العابدين لذَكَرَ الموضع الذي ورد فيه، ولكنه أبهم ذلك، وقد


(١) جؤنة العطار: (٢/ ٣٦ - ٣٨).
(٢) تاريخ دمشق: (٦٦/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>