للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الفقيه صالح بن محمد اللَّمَطِي: "سافرتُ إلى مدينة مكناس -حرسها الله- أيَّام ولاية سيدنا مولاي علي الشريف، نصره الله وأعانه، ودفع عنه ووقاه، في رمضان سنة سبع وأربعين ومائة وألف، فدخلتُ دار الكتب بمكناسة، وسألتُ القَيِّمَ عليها؛ هل فيها نسخة من سراج المريدين لابن العربي؟ فقال لي: هاهنا نسخة عجيبة؛ لا ثاني لها، فأرانيها، فقبضتُها منه، ثم بعد ذلك طلبتُها للسلطان المذكور فأعطانيها، ثم لما كتبَ رسالة لسيدنا وشيخنا القدوة الرَّضِيِّ الحَسَنِ الأحوال المرتضى الزاهد العابد سيِّدي أحمد الحبيب؛ قال له فيها: وقد بعثتُ إليك بسراج المريدين، عطيَّةً له" (١).

والفقيه العلَّامة الزاهد سيِّدي أحمد الحَبِيب السجلماسي هو الأخ الأكبر للفقيه سيدي صالح بن محمد، قال فيه الحُضَيْكي: "العالم العلَّامة، الولي الكبير، الماهر في علوم الشريعة والحقيقة، الجامع بينهما علمًا وعملًا وحالًا" (٢).

ولد في رمضان من عام ١٠٦٨ هـ، وتوفي عام ١١٦٥ هـ (٣).

قلتُ: ولا يبعد أن تكون هذه النسخة التي اعتمدناها منتسخة من تلك التي ذكرها، وقد تكون منتسخة بخط الإمام ابن العربي، أو عليها خطه، وهو الذي يفسر لنا ما ذكرناه سابقًا من كون هذا الأصل منتسخ من نسخة عليها طُرَرٌ بخط ابن العربي، ولنفاستها اعتمدناها، وجعلناها أصلًا في تحقيقنا للكتاب، لما حازته من خصالٍ وخِلَالٍ.


(١) نسخة (ك): هامش (ق ١٤٤ / أ).
(٢) طبقات الحضيكي: (١/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٣) طبقات الحضيكي: (١/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>