للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أينما سار، فأنزلتُها من قلبي تَالِيَةَ الإيمان، وأَضْمَرتُهَا في نفسي حاجة لم أقضها إلى الآن، ولكلِّ شيء أوان، مع اعتقادي أنها بِكْرُ كلامه، وفَضِيضَةُ خِتامه، حتَّى قرأتُ بدمشق على الشيخ أبي محمد [عبد الله بن] عبد الرزَّاق بن فُضَيل (١)؛ قلت له: أخبركم أبو عمرو المالكي: أنا محمد بن عبد الملك: أنا أحمد بن إبراهيم: أنا ابن هاشم: أنا الدَّبَرِي عن عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن: أن أبا بكر الصديق خطب فقال: "إن رسول الله كان يُعْصَمُ بالوحي، وكان معه مَلَكٌ، وإنَّ لي شيطانًا يُغْوِينِي (٢)، فإذا غَضِبْتُ فاجتنبوني، لا أُؤَثِّرُ في أشعاركم وأبشاركم، أَلَا فَرَاعُوني؛ فإن استقمتُ فأعينوني، وإن زِغْتُ فقَوِّمُوني" (٣).


(١) المُحَدِّثُ المُسْنِدُ، عبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله بنْ الحُسَين بن فُضَيل، أبو محمد بن أبي القاسم الكَلاعي الحِمْصِي، ثم الدمشقي، (٤٢١ - ٤٩٢ هـ)، روى عن جماعة من أهل العلم، وكان ثقة، ولم يكن الحديثُ من شأنه، كذا قال ابنُ صابر، وهو أَحَدُ الآخذين عنه، سمع منه ابنُ العربي "المُصَنَّفَ" لعبد الرزَّاق، و"الجَامِعَ" لمعمر بن راشد، ترجمته في تاريخ دمشق: (٢٩/ ٣٤٠).
(٢) في المنشور من الجامع (١٠/ ٣٣٦): يعتريني، وكذلك هي في غريب الحديث للخطَّابي: (٢/ ٣٥)، وتاريخ دمشق: (٣٠/ ٣٠٤).
(٣) الحديث في جامع معمر بن راشد: باب لا طاعة في معصية، المصنف (١٠/ ٣٣٦ - الأعظمي)، ومن طريقه الخطَّابي في غريب الحديث: (٢/ ٣٥)، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة من روى عنه معمر، ثم لكونه من مُرْسَلَاتِ الحسن البصري، ورُوي بألفاظ وطُرُقٍ أخرى لا تخلو من ضعف، والله أعلم، يُنظر: المسند للإمام أحمد: (١/ ٢٤٢).