للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وانتَدبنا الآن مُسترشِدين لربنا مُستوهِبين منه الهداية، من البداية إلى النهاية، حتى نَبْلُغَ الغرض، ونَقْضِيَ المُفترَض، إلى ذِكْرِ صفات العباد الذين اصطنعهم الله تعالى لخِدْمَتِه، واصطفاهم لجواره في جَنَّتِه، وأفاض عليهم من سَعَةِ رحمته.

وقد مَضَتْ منه أُصُولٌ في فُصُولِ "الأمد الأقصى"؛ لأن أكثر أسماء الله تعالى تَنْطَلِقُ حروفُها على العبد بالمَبْنَى والتأليفِ الذي ينطلق به على الله تعالى، وإن اختلفت المعاني، مُبيِّنًا جلالة الله تعالى فيها، مُشِيرًا إلى كرامة العباد ومنازلهم فيها.

فنَسْرُدُ الآن "الصفات" على ترتيب "المقامات"، فما عَرَضَ فيها ممَّا ذُكِرَ منها بَنَيْنَا على ما سَبَق، فاستوفينا الكلام فيما لَحِق، وجَرَيْنَا في البيان إلى غاية المراد، مُسْتَنِّينَ سَبِيلَ السَّداد، والله المستعان.

* * *


= "وأطال القول في ذلك، وأفاد فيما أعاد، وجوَّد فيما طوَّل، لولا تعلقه بأحاديث ضِعَافٍ، وبناءُ الأصول عليها، فإذا وقف عليها علماءُ الحديث سَخِروا من ذلك وهَزَؤوا به، مع أنه لَقِيَ أحبار الدنيا فيه، كابن أبي شَيْبَةَ وغيرِه"، العارضة: (٦/ ١٥).