الثالث: أنَّ الناس كانوا يظنون أن الأرض خاليةٌ عن سِيَاسَةِ دَرِبٍ بالخَلْقِ، ذَرِبٍ بإقامة الحق، فأردتُ أن أكشف لهم عن بنات صَدْرِي، وأُعَلِّمَهُمْ كيفية وِرْدي في الأمر وصَدَرِي" (١).
وفي كلمة ابَن العربي هاته ذِكْرٌ لخِلَالٍ شتى، ومحاسن جمة، نذكرها على الوِلاء:
الأولى: كَفُّ الظلم والاعتداء؛
الثانية: بَثُّ الأمن؛
الثالثة: حِفْظُ الأموال؛
الرابعة: كَفُّ الأطماع؛
الخامسة: الأَمْرُ بالمعروف؛
السَّادسة: النَّهْيُ عن المنكر؛
السَّابعة: فَكُّ الأسير،
الثامنة: التَّحْصِينُ على الخلق بالسُّورِ؛
التاسعة: المُسَاوَاةُ في الحق بين الصغير والكبير؛
وهي خِلَالٌ لا يبلغها إلَّا من كان ثابت الجنان، قوي الفؤاد، عفيف النفس، لا يخاف في الله لومة لائم.
ولو نظر الناسُ إلى هذه الخلال التي ذكرها ابنُ العربي لكانت واحدة منها تكفي لكل منصف، فكيف بهن مجتمعات؟ ولكنَّ أعداء الإصلاح الذين يحسبون كل صيحة عليهم، يَرَوْنَ في أمثال ابن العربي خَطَرًا مُحْدِقًا