للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصاحبة والولد؛ وهو يعافيهم ويرزقهم" (١)، فكيف تحجبُ أنت رزقك عنه؟

الثاني: أن الذِّمِّيَّ الذي وُجِدَ منه الكُفْرُ يُرزق ويُتصدَّق عليه، ولا يُسْلَمُ إلى الهَلَكَةِ لكُفْرِه، لما له من حُرمة عَقْدِ الذِّمَّةِ، فكيف يُسْلَمُ (٢) هؤلاء مع حُرمة ما يلفظون به من الشهادة، ولها من الحُرمة ما لها، وقد علمتم مآلها؟

ولقد ثبت (٣) أن عمر مرَّ عليه ذِمِّيٌّ يرْعَشُ من الكِبَرِ يتكفَّف، فقال عمر: "لقد ظلمناك إن كنا أخذنا الجزية منك قويًا وحرمناك ضعيفًا" (٤)، وأمر بإِدْرَارٍ يُجْرَى عليه، هذا معناه.

الثالث: أنه ينبغي أن يُوَاسَى بدرجة، وهي أن يُؤمر بأن يَخْرُجَ عن المنكر الذي تلبَّس به، فإن فَعَلَ أُطْعِمَ، وإن لم يفعل تُرِكَ يموت، وهو على هذه الحال قاتلُ نَفْسِه الذي يَبُوأُ بإثمها دون غيره.

الرَّابع: أن يقال للسائل عن هذه النازلة: ألا تستحي من الله بما (٥) تتعلَّل به على هذا السائل للمواساة؟ تكون زوجك في دارك وولدك


(١) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى : كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب لا أحد أصبر على أذى من الله ﷿، رقم: (٢٨٠٤ - عبد الباقي).
(٢) سقط من (د)، وفي (ص): تسلم.
(٣) هنا سقط في نسخة (د) مقداره ورقة، وغالب الظن أن الخلل الداخل عليها من جهة التصوير.
(٤) أخرجه ابن زنجويه في الأموال عن أبي عُبَيد: (١/ ١٦٩)، رقم: (١٧٩).
(٥) في (ص): فيما.