للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخادمك لا يصلُّون أو لا يصلي بعضهم، وأنت تُجْرِي الرزق الرَّغِدَ والكِسْوَةَ السَّابغة عليهم، ثم تعتذر في المحتاج بما لا تفعله (١) مع من تَحُوطُه، إنَّ هذا لهو النفاق العظيم.

الخامس: أن يقال له: وكأنك (٢) لم تر من المنكر إلَّا هذا، وهو ظُلْمُ الإنسان لنفسه، حتى تحتمي نفسك هذه الحميَّة (٣)، فأين ظُلْمُ الغَيْرِ للغير من هذا المقام؟ ابدأ به واغضب له، واهجر فاعله، ولا تَصِلْه بمالك ولا ببِشْرِك ولا بجاهك، وبعد ذلك تَتَرَدَّدُ في هذا الذي يموتُ جوعًا على هذه الحالة، فتعتبر فيه هذه الحُجَّةَ، هيهات؛ إنما هذا كله منك (٤) تَعَلُّلٌ على الصدقة بما لا يمنع منها، حِرْصًا على البُخْلِ الذي رُكِّبَتِ النفس الأمَّارة بالسُّوءَ عليه.

* * *


(١) في (س): يفعله.
(٢) في (ص): فكأنك.
(٣) في (ص): الحمية له.
(٤) سقطت من (ص).