للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلد كل امرأة غلامًا يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قل: إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان (١)، قال النبي : لو قال: إن شاء الله، لم يحنث، وكان أرجى لحاجته) (٢).

فاقتضى هذا الخبر أن سليمان كان قادرًا على وطء مائة امرأة - يَنْزِلُ في كل امرأة ماؤه - في ليلة واحدة، وفي رواية: (إحدى وتسعين) (٣)، وفي رواية: (سبعين)، وفي رواية: (ستين)، فربك أعلم.

وهذا ممَّا ليس في قدرة البشر عادة، ولكنَّ الله تعالى يختص بقدرته من يريد، كما يختص برحمته من يشاء، ولسنا نحفظ في ذلك خبرًا صحيحًا غير هذا، إلَّا ما ثبت عن النبي : (أنه أُعْطِي قوة ثلاثين رجلًا في الجماع) (٤)، وهذه القوة أكثر من قوة سليمان، وقد كان النبي قادرًا عليه، مُحِبًّا فيه، ولكنه لم يكن يبلغ غايته ولا يستوفيه.

وقد آتى الله رسولَه خِصِّيصَةً عُظْمَى؛ وهي قلة الأكل، والقدرة على الجماع، فكان أقنع الناس في الغداء، تكفيه الغُفَّةُ (٥)، وتقنعه العُلْقَةُ (٦)،


(١) سقط من (س).
(٢) أخرجه البخاري عن أبي هريرة : كتاب النكاح، باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائه، رقم: (٥٢٤٢ - طوق).
(٣) في (ص): تسعين.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس : كتاب الغسل، باب إذا جامع ثم عاد، ومن دار على نسائه في غسل واحد، رقم: (٢٦٨ - طوق).
(٥) الغُفة: البُلغة من العيش، تاج العروس: (٢٤/ ٢٢٢).
(٦) في (س): البُلغة، وفي (ز): اللُّعقة، والعُلقة: ما يُتبلَّغ به من العيش، وإن لم يكن تامًّا، تاج العروس: (٢٦/ ١٨٦).