للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتُشبعه الحَزَّةُ، وكان أقوى الناس على الوطء، (فكان إذا صلَّى العصر دخل على نسائه فطاف عليهن بغُسْلٍ واحد، ثم يَبِيتُ عند التي هي ليلتها) (١).

وقد اختلف العلماء في ذلك:

فقيل: كان هذا قبل أن يُشْرَعَ القَسْمُ (٢).

وهذا باطل فاسد؛ لأنه لم يُعرف في الشريعة إهمالُه.

وقيل: كان هذا لأن النبي كان قادرًا على تَوْفِيَةِ حقوق النساء (٣)،

فكان هذا زيادة، وليس يقدر على ذلك غيره.

وقد أخبرنا أبو محمد [عبد الله بن] عبد الرزاق بن فُضَيل بدمشق قال: أنا أبو بكر المالكي: أنا الفسوي (٤).

[ح] أنا أبو بكر بن الوليد ببيت المقدس - واللفظ له - عن أبي بكر بن عبد الباقي قال: قال أبو سليمان الخطَّابي (٥): (كان رسولُ الله بشرًا مخلوقًا على خلْق (٦) الجِبِلَّةِ الآدمية، والناس يختلفون في تركيب


(١) أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة : كتاب النكاح، باب دخول الرجل على نسائه في اليوم، رقم: (٥٢١٦) - طوق).
(٢) هو قول الإمام أبي سليمان الخطابي، أعلام الحديث: (٣/ ٢٠٠٧).
(٣) في طرة بـ (س): الأزواج، وصحَّحها، كما صحَّح ما أثبتنا.
(٤) في (س) و (د): الغنوي.
والفسوي: هو الحافظ محمد بن عبد الملك الفارسي، ذكره الذهبي في تلاميذ الخطابي، وهو أحد رواة كتابه في شرح البخاري، ينظر: فهرس ابن خير: ص (٢٥٣)، وسير النبلاء: (١٧/ ٢٤).
(٥) بعده في (س): قال.
(٦) في (ص): حكم.