للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخِلْقَةِ، ولا خلاف بين العقلاء أن من صحَّت بِنْيَتُه، وقَوِيَت جُثَّتُه، واستقامت هيئته (١)، حتى يكون على الصفة التي جاءت في الأخبار عن رسول الله ؛ من حُسن النعت، وجمال الهيئة، ونضارة اللون، وإِشْرَابِ الحُمرة، وقوة البطش، وشدة الأَسْرِ، إلى سائر محاسن الصفات، التي من كان على خلافها كان منسوبًا إلى ضعف المُنَّةِ (٢)، ونقص القدرة (٣) " (٤).

وقد قال لي أبو القاسم بن المنفوخ (٥) الطبيب بمصر عن ابن رضوان (٦) الطبيب: "إن صفة محمد دليلٌ على قوته، لأن تلك الخلقة المروية لا تكون أبدًا إلا لمن خُصَّ بالمرتبة (٧) النبوية" (٨).

وقد بيَّنا ذلك بتأويله وتحقيقه في "كُتُبِ الأصول"، وخاصة في كتاب (٩) "العواصم من القواصم" (١٠).


(١) في طرة بـ (س): في خـ: همته.
(٢) المُنة: القوَّة، تاج العروس: (٣٦/ ١٩٥).
(٣). في (ص): النحيزة.
(٤) أعلام الحديث للخطابي: (٣/ ٢٠٠٧ - ٢٠٠٨).
(٥) لم أجد ما يفيد في تجلية أمره، وغالب الظن أن يكون من أهل مصر، وذكره في العواصم: (ص ١٩٢)، وفي المطبوع منه: المنفرج، وهو تصحيف، صوابه ما أثبت، وذكر القاضي أنه سمع منه بزُقاق القناديل.
(٦) توفي عام ٤٥٣ هـ بمصر، ترجمته في: عبود الأنباء لابن أبي أُصَيبعة: (ص ٥٦١ - ٥٦٧).
(٧) في (د): المزية.
(٨) العواصم: (ص ١٩٢).
(٩) سقط من (ص).
(١٠) العواصم: (ص ١٩٢ - ١٩٣).