للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذَهَبٍ، فجعل يحثي في ثوبه، فقال الله له: "ألم أكن (١) أغنيتك عمَّا ترى؟ " (٢).

وأمَّا وصفه بصفات الجلال والكرم فهي من صفات (٣) الأنبياء الذين هو من أَجَلِّهم قَدْرًا، وكلهم كذلك، وإن تفاوتت درجاتهم.

وأمَّا قولهم: "لم يؤمن به إلا ثلاثة نفر"، فهذا ممكن، فإن الله قد أخبر عن خليله إبراهيم بقوله: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾ [العنكبوت: ٢٦]، وفي الحديث الصحيح: "يأتي النبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرهط" (٤).

وأمَّا قولهم: "إنه كان لإبليس مَوْضِعٌ في السَّماء السَّابعة يومًا من العام"، فقَوْلٌ باطل قطعًا.

ولا أعلمُ كيف جاز على أصحاب التفسير مع روايتهم أنه مُهْبَطٌ من عِلِّيِّينَ، بلعنة وسَخَطٍ إلى الأرض، ثم يَرْقَى إلى مَحَالِّ الرضى، ويجول في مقامات الأنبياء، ويخترق السماوات العُلى، ويعلو إلى السَّابعة منهن على منازل الأنبياء، فيقف العدو فوق الخليل، إن هذا لخطبٌ من الجهالة جليل (٥)، فيا لله ويا لَلْمُسْلِمِينَ من استيلاء الجهل وغلبة الباطل، وكثرة التخليط ومَزْجِ الصِّدْقِ بالكَذِبِ وتَعَلُّقِ الناس به في عقائدهم وأعمالهم،


(١) في (د): تكن.
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) في (د) و (ز): فهي صفة الأنبياء، وفي (ص): فهي صفة للأنبياء.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس : كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، رقم: (٦٥٤١ - طوق).
(٥) في (ص): عظيم، وأشار إليه في (س).