للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: ٤٦]، اهدني لما اختلفوا فيه من الحق، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

وأمَّا قولهم: "إن الله قال له: هل قدرت من عبدي أيوب على شيء؟ "، فهو قَوْلٌ (١) بَاطِلٌ قطعًا؛ لأن الله لا يُكَلِّمُ الكفَّار الذين هم من جند إبليس الملعون، فكيف أن يكلم من يتولَّى (٢) ضلالهم؟

وأمَّا قولهم: "إن الله قال له: قد سلَّطتك على ماله وولده"، فذلك ممكن في القدرة، ولكنه بعيد في هذه القصة.

وكذلك قولهم: "إنه نَفَخَ في جسده حين سلَّطه الله عليه"؛ فهو أبعد، والباري تعالى قادرٌ على أن يخلق ذلك كله من غير أن يكون للشيطان فيه كَسْبٌ؛ حتى لا تقرَّ له - لعنه الله - عَيْنٌ بالتمكين (٣) من الأنبياء في أموالهم وأهليهم وأنفسهم.

وأمَّا قولهم: "إنه (٤) قال لزوجه: أنا إله الأرض، ولو تَرَكَ ذِكْرَ الله أو سَجَدْتِ أنتِ لِي لعافيتُه"، فاعلموا أنكم لو تعلمون أنه لو عَرَضَ لأحدكم وبه ألمٌ وقال له هذا الكلام ما جاز عنده أن يكون إلهًا في الأرض، ولا (٥)


(١) سقط من (س) و (د).
(٢) في (ص): تولى.
(٣) في (ص): التمكن.
(٤) سقطت من (د).
(٥) سقطت من (ص).