للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها: ما رُوي في الحديث أنه قال: "تخرج عُنُقٌ من النار فتلتقط الكفار لَقْطَ الطائر حبَّ السِّمْسِمِ" (١).

ومنها: ما تقدَّم في الحديث الصحيح: "إن الله تعالى يجمع الأوَّلين والآخرين في صعيد واحد، يُسْمِعُهم الداعي ويُنْفِذُهم البَصَرُ، ثم ينادي مُنَادٍ؛ ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع من كان يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، ويتبع من كان يعبد القَمَرَ القَمَرَ، ويتبع من كان يعبد الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وفي رواية: - فيُمَثَّلُ لكل أمة ما كانت تعبد -، فيَمْثُلُ لأهل الصليب الصَّلِيبُ، فلا يبقى أَحَدٌ ممن كان يعبد غير الله من الأنصاب والأصنام إلَّا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلَّا من كان يعبد الله من بَرٍّ وفاجر (٢) وغُبَّرَاتِ أهل الكتاب جميعا، فتُدْعَى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد، فتدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عُزَير بن الله، فيقال لهم جميعًا: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، ثم يقولون: عَطِشْنا فاسقنا، فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيُحشرون كلهم إلى النار كأنها سرابٌ (٣) تحطم بعضُها بعضًا، فيتساقطون في النار (٤) " (٥).


(١) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث ابن عباس : كتاب البعث، - بغية الباحث: (٢/ ١٠٠٢) -، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية: (٦/ ٦٢)، مختصرًا، وفيه شَهْرُ بن حوشب، وهو مختلف فيه، ورواه للفظ قريب منه ابن أبي شيبة في مصنفه: (١٢/ ٧٧)، رقم: (٣٠٠٥ - الرشد).
(٢) في (س): أو فاجر.
(٣) في (س): أسراب.
(٤) بعده في (ز): "ثمَّ تدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح بن مريم، وقد تكرَّر".
(٥) تقدَّم تخريجه.