للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهُمَا داران؛ أعدَّهما الله لعذابه وعقابه، وخلقهما لنعيمه وثوابه؛ حين خلق السماوات والأرض، ولكل واحدة منهما مِلْؤُها (١).

فأمَّا الجنة فلن تمتلئ بأهلها حتى يُنْشِئَ الله لها خَلْقًا آخَرَ، ولم يَثْبُتْ في عددها شيءٌ يُعَوَّلُ عليه؛ إلا قوله : "جنتان آنِيَتُهما وما فيهما من ذهب، وجنتان آنِيَتُهما وما فيهما من فِضَّةٍ، وما بين الخَلْقِ وبين أن ينظروا إلى ربهم إلَّا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عَدْنٍ" (٢).

فمن قال: "إنها سبع جَنَّاتٍ"؛ فقد تكلَّم بغير عِلْم، وأخبر عن الله بما لم يُخْبِرْ به هو ولا رسولُه.

وأمَّا النار فليس في عددها حديثٌ يُعَوَّلُ عليه.

وأمَّا الأبواب فثَبَتَ في الحديث الصحيح أن للجنة ثمانية أبواب.

قال النبي : "من أنفق زوجين في سبيل الله نُودِيَ من أبواب الجنة الثمانية: أي فُلْ، هذا خَيْرٌ لك فادخل، فمن (٣) كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دُعِيَ من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعِيَ من باب الريَّان" (٤)، وليس لها في القرآن ذِكْرٌ.


(١) ينظر: المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا-: (ص ٣٩٣).
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) في (س): فإن.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، رقم: (١٠٢٧ - عبد الباقي).