للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما بين اللَّوْحَيْنِ فما وجدت فيه ما تقول، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، أمَا قرأت: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧]؟ قالت: بلى، قال: فإنه قد نهى عنه" (١).

وتَزْكِيَةُ (٢) النفس وتطهيرُها والخروجُ عن آفاتها بالقَلْبِ والجَوَارِحِ عِلْمٌ مُحْكَمٌ في القرآن والسنة، وهو نِصْفُ العِلْمِ من جهة، إذ (٣) العِلْمُ وَجْهَانِ؛ معرفة الخالق، ومعرفة الخَلْقِ.

فتنخَّل لك أن علوم الشريعة (٤) ثلاثة؛ "التَّوْحِيدُ"، و"الأحكامُ"، و"التَّذْكِيرُ"، ويدخل عليها "الناسخ والمنسوخ"، وهو منها، وقد مَهَّدْنَا في ذلك فُنُونًا عظيمةً في "أنوار الفجر".

وهذه "الرسالة" هي مُجَرَّدَةٌ في قِسْمِ الذِّكْرَى، فإنَّ من معرفة النفس معرفةَ الأسماء والصفات، في الأحوال والمقامات، وسترون ذلك إن شاء الله.

فإنكم إذا عَقَلْتُم ما كنتم به مخاطبين، وعَلِمْتُم ما غَدَوْتُم به جاهلين، وذكرتم ما كنتم عنه غافلين، وصدَّقتم بما غدا سواكم به مُكَذِّبِينَ، وطلبتم


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب اللباس، باب المتنمصات، رقم: (٥٩٣٩ - طوق).
(٢) في (س): تزكية.
(٣) بعده في (د): إلى، ولا وجه لها.
(٤) في (د) و (ص) و (ز): الشرع، وأشار إليه في (س).