للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت الصحابة للنبي : "يا رسول الله، هذا الذي نحن فيه أَمْرٌ قد فُرِغَ منه أم أَمْرٌ مُسْتَأْنَفٌ؟ فقال لهم: فَرَغَ ربُّكم، قالوا له (١): ففيم العمل؟ فقال: اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لمَّا خُلِقَ له، أمَّا من كان من أهل السعادة فيُيَسَّرُ (٢) إلى عَمَلِ أهل السعادة، وأمَّا من كان من أهل الشَّقاوة فيُيَسَّرُ (٣) إلى عَمَلِ (٤) الشقاوة، ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: ٥ - ١٠] " (٥).

فانقادوا وفَهِمُوا أن الأمر لله والحُكْمَ له، وأن هذه الأَعْمَالَ الجَارِيَةَ على جَوَارحِ الخَلْقِ عَلَامَاتٌ على ما للعبد عند الله.

فإن خطر ببالك أن العملَ غيرُ مُغْنٍ عنك، وأنه قد خُطَّ في جَبِينِك ما خُطَّ، وحُطَّ رَحْلُك من الدارين حَيْثُ حُطَّ، فأجمعت (٦) على التخلي عن العمل، والاستسلام لسابق القَدَرِ، فتلك علامة الهلكة.

وإن خطر (٧) وغَلَبَ على الخاطر الاستسلامُ للعمل والقدر، وجرى على الجوارح الامتثالُ؛ فذلك دليلُ الله للعباد على الفوز في المعاد.


(١) سقط من (س) و (ص).
(٢) في (ص): فسَيُيَسَّرُ، ومرَّضها في (د).
(٣) في (ص): فسييسر، ومرَّضها في (د).
(٤) في (د) و (ص): لعمل.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه عن علي : كتاب التفسير، رقم: (٤٩٤٩ - طوق).
(٦) في (د): فاجتمعت.
(٧) سقط من (د) و (ص).