للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موته، وتَحَقَّقَ أن الوجه الذي شاء الله أن يموت عليه سيظهر عند حضور (١) أجله، فصَرَفَ رسول الله (٢) الاستثناءَ بالمشيئة إلى تلك الحالة الخفية.

وقد قال النبي : "المدينةُ يأتيها الدَّجَّالُ فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدَّجَّالُ ولا الطاعون إن شاء الله" (٣)، فربَّما تعلَّقوا به، والنبيُّ إنَّما استثنى فيه لأنه كذلك أُوحِيَ إليه (٤)، فنَقَلَ كما عُلِّمَ.

ولم يُنْقَلْ في حديث عن النبي أنه شَرَطَ على أَحَدٍ في الإيمان الاستثناءَ، ولا تَطَوَّعَ به أحَدٌ فأَقَرَّهُ عليه، بل نُقِلَ عنه ضدُّه؛ مِنْ أنه كان يُخْبِرُهم بالإيمان والإسلام وأركانه ووظائفه؛ فيُجِيبُون إليه، ويُسْلِمُونَ فيه، ويُقِرُّونَ به من غير استثناء، وقد قال- كما تقدَّم في الصحيح لرجل-: "قُلْ آمنتُ بالله، ثم استقم" (٥)، ولم يَجْرِ للمشيئة ذِكْرٌ؛ فدَلَّ على أنه من التَّنَطُّعِ الفاسد.

* * *


(١) في (س) و (ز): حلول.
(٢) قوله: "رسول الله" لم يرد في (س) و (ز).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس : كتاب- الفتن، باب لا يدخل الدجَّال المدينة، رقم: - (٧١٣٤ - طوق).
(٤) في (ص) و (د): إليه به.
(٥) تقدَّم تخريجه.