للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمَّا ما يتعلَّق بها (١) من القِسْمِ الرابع في (٢) "التذكير": فإن الإسراف أن يُنْفِقَ بِنِيَّةِ الشهوة والهوى، فأمَّا لو تصدَّق بجميع ماله لم يَكُن إسرافًا؛ إذا (٣) وَثِقَ مق نَفسِه (٤) بالصبر على فَقْدِ المعيشة، ولو مات هَزِلًا، وإن لم يَثِقْ بنفسه فإنه إسرافٌ منه؛ لأن العمل لا يكون طاعةً إلَّا بنيَّة، ولا تصحُّ له (٥) نِيَّةُ القُرْبَةِ مع اعتقاده أنه (٦) يندم غدًا.

وأمَّا الإقتار: فهو حَبْسُ المال عن حقوق الله تعالى، أو عن الصدقة التَّطَوُّعِ؛ لابتغاء ثواب الله.

فأمَّا التضييق على النفس عن الشهوات لتَتَعَوَّدَ الاجْتِزَاءَ باليَسِيرِ فليس ذلك بإقتار (٧).

واختلف الناسُ هل يَفْعَلُ ذلك على الدوام؟

فمَذْهَبُ الصوفية أن يفعله على الدوام؛ حتَّى يَنْحُلَ بَدَنُه، ويَضْعُفَ جِسْمُه، ويَقِفَ على جِلْفِ الخبز والماء، لا يزيد عليه، "وقد كان أَحَدُ بَنِي الزُّبَيْرِ بمشي على سوق الفاكهانِيِّين؛ فإذا رأى الحُمْرَةَ والصُّفْرَةَ والخُضْرَةَ جسَّها بيده وشمَّها، وقال: موعدي وإياك الجنة" (٨).


(١) قوله: "من القسم الثالث. فأمَّا ما يتعلَّق بها" سقط من (س)، وفي (ص) و (د): به.
(٢) في (ل): من، في.
(٣) في (س): فإذا.
(٤) في (س) و (ز): بنفسه.
(٥) سقطت من (س).
(٦) في (س) و (د) و (ص) و (ز): أن.
(٧) لطائف الإشارات: (٢/ ٦٥٠).
(٨) لم أهتد إلى موضعه في كتب الأثر.