للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يَسْلُكِ النبي ولا الصحابة (١) هذا المسلك، ولكنه يُشْبِهُ أن يكون هذا زمانَه لمن أطاقه، لغلبة الحرام على الأرض، فتكون غلبة الحرام على الأرض الآن مُوجِبَةً عليه قَوْلَ (٢) النبي : "حَسْبُ ابن آدم لُقيمات يُقِمْنَ صُلْبَه" (٣)، كما جاء في الخبر عنه .

السَّادسة: قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [الفرقان: ٦٨]

قال الفُقَرَاءُ: "إن كان المراد به الأصنام في الظاهر، فإنه تنبيه على أن لا يَسْكُنَ أحدٌ إلى غير الله في نَفْع أو دَفعْ، لأنه قد أَمَرَ الله رَسُولَه أن يتبرَّأَ من نَفْعِ نَفْسِه وضَرِّهَا، فكيف أن ينفع غيره" (٤).

وإنَّ قَطْعَ العلائق بين القلب وبين غير الله لَمِنْ أَوْجَبِ الواجبات، ولكن هذا هاهُنا (٥) تَنْبِيهٌ بعيدٌ قد وقع التصريحُ به في موضعٍ آخَرَ.

السَّابعة: قوله تعالى: ﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الفرقان: ٦٨]

قَتْلُ النَّفْسِ يكون بوُجُوهٍ:

منها: قَتْلُ العَدَاءِ، وهو: القَصْدُ إلى الإتلاف على معنى التشفي والانتقام.


(١) في (س): وأصحابه.
(٢) في (س): قال.
(٣) تقدَّم تخريجه في السِّفر الأوَّل.
(٤) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٦٥٠).
(٥) في (د): هذا هنا.