وفيه تراجمُ الأعيان، وأخبار أئمة الزمان، والتحقيق في مسائل الخلاف، والنكت والفوائد، وأخبار الرحلة، وكُتب ابن العربي، وكُتب مشيخته، وغيره من البدائع.
وهذا "السراج" من الدلائل على سَعَةِ حِفْظِ الإمام، فهو من إملائه، وفيه ما يدل على استقرائه وإحاطته بالسنة النبوية، ومعرفة الأبواب والتراجم، وفيه ما يدل على استبحاره، وأنه من أهل الاستقراء التام والإحصاء العام، والحفظ الوسيع المنقطع النظير، وفيه من دلائل نبوغه ومخايل شفوفه ما يقضي له بالتجِلَّة والتكرمة.
وكل هذا الذي تَلَوْنَاهُ عليك قد ذكرناه في تقدمتنا لهذا الكتاب العظيم، ومهَّدناه في فصول عديدة، ومباحث سديدة، ومسائل متكاثرة، وأقطاب متواترة، قصدنا فيها إلى الكشف عن معاقد النباهة والارتقاء، ومرابط النجابة والانتقاء.
وقد قام إخراجُنا لهذا "السراج" على أصول عَشْرٍ، انتقيناها وانتخبناها، ويمَّمنا من أجل تحصيلها شَطْرَ الخزائن العامَّة والخاصَّة؛ مفتشين ومُنَقِّبِين، وسائلين أهل الاختصاص، ممَّن لهم جولان في هذا