للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الميدان، وممَّن عُرفوا بالمعرفة التامَّة في هذا العلم، فسألناهم وذاكرناهم، حتى وقعنا على مطلوبنا ومرغوبنا.

واختلفتْ تلك الكرائم العَشْرُ في نباهتها وجودتها، وعَتاقتها ووَثاقتها؛ أندلسيّها ومغربيّها، وشرقيّها وغربيّها، ومن هذه الأصول ما كان عليه خط الإمام الحافظ أبي بكر؛ بالقراءة والسماع، ومنه ما كان منتسخًا من أصول تلاميذه الأوفياء، ومنه ما كان من جملة كُتُبِ الخزانة السلطانية العلويَّة الشريفة، ومنه ما خطَّه أئمة العلم وحفَّاظ الإسلام، مع طُرَرِهم وتعليقاتهم؛ بالتصحيح والإشادة، وبذل الإجادة والإفادة.

وعوَّلنا في ضبطنا لنَصِّه وتحريرنا لحروفه وكَلِمِه على ما درجنا عليه في كُتُبِنا السَّوالف؛ من الاستيثاق والاستيقان، والتمهل والتروي، والقصد إلى مصنفات الإمام الحافظ، فبها كنا نستعين، وعليها كنا نعوِّل؛ خصوصًا عند إظلام النسخ.

وقد ضَمَّ هذا الكتاب حديثًا كثيرًا، قارب أن يبلغ ألفي حديث، ومثلها من الآثار عن الصحابة والتابعين، لهذا لم نُطِلْ في التخريج والعَزْوِ، وشَرَطْنا على أنفسنا أن نُنَبِّه على ما ضَعُفَ من الحديث، بأيسر عبارة وأوضحها، وقد نذكر أقوال النقاد في تلك الأحاديث، أو نُحِيل على موضعها وموردها.

ودَلَّ هذا الجَمْعُ العظيم من تلك الأحاديث على احتفاء الإمام ابن العربي بالآثار، وتعويله في تصنيف كتابه على سيرة رسول الله في التزكية والزهد، ثم على سيرة الصحابة- رضوان الله عليهم- من بعده،

<<  <  ج: ص:  >  >>