ومن فصول هذا "البرنامج" مصادرُ الإمام ابن العربي في "سراجه"، وقد أَحصيناها إحصاءً، وذَكَرْنَا منها الجَمَّ الغفير، وأَطَلْنَا في ذلك؛ بيانًا لقَدْرِ هذا "السراج"، وفيه من كُتُبِ التفسير، ودواوين الحديث والآثار، وتصانيف التصوف والتزكية والمواعظ، وأَسْفَارِ التواريخ، والتوحيد، واللغة والغريب، والشعر؛ الكثير الكثير.
وألحقنا بهاته المصادر المجالسَ التي أفاد منها الإمام الحافظ- رضوانُ الله عليه-، وفيها الكثير من التحقيق، وكانت عادة الإمام تقييد ما يسمع في تلك المجالس في "أوراق المياومة"، وقد انتفع بها كثيرًا في تآليفه، وربما أحال عليها، أو أشار إليها.
وقد ذَكَرْنا- أيضًا- من أفاد من هذا "السراج" من جمهرة أهل العلم، وكان احتفالُنا بأعيانهم ومفاريدهم، فنَظَمْناهم على الطبقات، واجتلبنا من مصنفاتهم ما رقموه أو نقلوه، وذكرنا إجلالهم للكتاب، وتعويلهم على مسائله، وتنويههم بمباحثه، آية على ارتفاع "السراج"، وآية على اقتدار مُسْرِجِه.
ثم كان اعتناؤنا بتتبع حَمَلَةِ "السراج" ونَقَلَتِه، وكَتَبَتِه ونَسَخَتِه، ومُلَّاكِه، ومُحَشِّيه، ومختصريه، واللَّاهِجِينَ به، والذَّاكرين له، والمعتنين به، على رَسْمِ الاختصار، من غير إطالة أو إسهاب.
ولم نر أن نُخْلِي هذا "البرنامج" من فَصْلٍ ترجمناه باسم "نَقَدَةِ السراج"، ذَكَرْنَا فيه بعض ما انتُقد عليه، وهو نَزْرٌ قليل، وذَكَرْنَا بعض أوهام أهل العلم والفهم في نَقَدَاتهم، وغالبُها مبناه على عدم التنبه لاصطلاح ابن العربي في "سراجه".