للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ألحقنا بجُمْلَةِ النَّقَدَةِ- وإن كان ليس منهم- الشيخ أحمد الغماري؛ فيما زعمه نَقْدًا على "سراج المريدين"، ونَقَلْنَا عنه فواقر ومفاقر، وكوائن وأَوافن، حمله على قَوْلها والتفوه بها حِقْدُه القديم وحَسَدُه الدفين للإمام أبي بكر بن العربي- رضوان الله عليه-، وقد رماه بالعظائم، واجترأ عليه كعادته مع الأكابر، وقد أوردنا من تلك الدواهي كل ما وقفنا عليه في مجموعاته وأوضاعه ورسائله، وكثير منها من جملة المخطوط الذي أخفاه شيعتُه؛ لمَّا علموا شناعته وبشاعته، ومع إخفائهم له ظَلُّوا مُرَدِّدِينَ لما زعموه تحقيقًا، ومُثَرْثِرِينَ بما خالوه تدقيقًا، وليس هنالك إلا السِّباب والكِذاب.

وقد قَرَفَهُ بما لم يَقْرِفْهُ به أَحَدٌ من العالمين، فرماه بالنَّصْبِ وبُغْضِ آل البَيْتِ الأشراف، وهي شِنشنة قديمة، سار عليها الغماري بعد أن تلبَّس بدِينِ الروافض، واتَّخذ مقالاتهم شِعَارًا، وبِدَعَهم دِثَارًا، ولم يكن إمامنا أبو بكر الوحيد الذي قَذَفَه بهذه النَّزْعَةِ الباطليَّة، والنَّزْغَةِ الباطنيَّة، فقد رَمَى أئمة الإسلام العِظام بذلك، فقال في حق الإمام المبجَّل أحمد بن حنبل - رضوانُ الله عليه-: "يُعَدُّ نُوَيْصِبِيًّا" (١)، وقال في إمام الدنيا في الحديث أبي عبد الله البخاري- يرحمه الله-: "لا يخلو من رائحة نَصْبٍ" (٢)، وكذلك قال في أبي الوليد الباجي وابن حزم الظاهري، وغيرهما.


(١) ذَكَرَ ذلك في رسالة له إلى أَحَدِ مُرِيدِيه، وعندي مصوَّرة لها عن الأصل الذي بخطه.
(٢) المداوي: (١/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>