فلم نَرَ- بعد جراءته وقِحَّتِه على أئمة الإسلام- أن نُخْلِيَ كتابنا هذا من نَقْدِه، وقد انكشف لنا- بعد تتبع ما رَقَمَه- أن الرجل مُدَلِّسٌ كبير، ومُفْتَرٍ خطير، وأنه لم يكن مُوَفَّقًا في جُلِّ ما اعترض به كلام الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي- رضوان الله عليه-، وأنه لم يكن له من قَصْدٍ إلا ما سوَّلته له نفسه، ولم يكن له من غرض إلَّا الحط من مرتبة الإمام أبي بكر، وهو في كل ذلك يُسِرُّ حَسْوًا في ارتغاء، يحاول- عَبَثًا- أن يهزأ بإمام عظيم، شرَّقت تواليفه وغرَّبت، وصارت قُطْبَ رحى مجالس العلم والدرس والتفقه.
وسيرى القارئ الكريم والدارس الفَهِم التكفير الصريح للإمام الحافظ من قِبل هذا الغماري، وسيرى ما حَكَمَ به عليه من أحكام مُلِظَّاتٍ، وأخرى مضحكات، ولكنه ضَحِكٌ كالبُكَا؛ وليَزِنَ كل ذلك بميزان العلم والتُّقَى، ولينظر في أي باب يوضع هذا الرجل، ومعه تواليفه التي هي تَنايف مَتالف، محفوفة بحتوف ومخاوف.
ولم يكن لنا من غَرَضٍ إلا الذب عن هذا الحافظ الإمام، ولم يكن لنا من قصد إلا إحقاق الحق وإبطال الباطل، وإني لأرجو من عملي هذا أن يُنِيلني الله به المنزلة الأسمى والمرتبة الأسنى، وحسبي أن أكون في زُمْرَةِ الذابِّين والمنافحين عن أعراض الأئمة الأعلام.
ثُمَّتَ صَنَعْنَا فهارس للكتاب زادت على العشرين، أفردناها في سِفْرٍ وسيع، وديوان حافل، يُعين على معرفة الكتاب لمن استطوله، ويُيسر للباحثين والدارسين الانتفاع به، وإن كانت الفهارس لا تغني عن المطالعة