للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أبدأ الناس في ذلك وأعادوا، وتكلَّمتُ في ذلك مع رجلين من أهل الطريقة؛ الطُّرطوشي والطُّوسي، ووقعت المفاوضة (١) في ذلك مرارًا، وكتب كل واحد منهم فيه (٢) وأملى، وحَمَلْتُه عنهما، ولم يكن في ذلك كله (٣) شفاء، فبَيْنَا أنا يومًا في "الثغر (٤) المحروس"، إذا برجل قد (٥) دخل عليَّ بمجلد صغير نحو "الإرشاد"، فقال لي: هذا كلام في التفضيل (٦) بين الفقر والغنى غيرُ مُتَرْجَم، فنظرته واحتبست (٧) به، ثم طالعته؛ فإذا به فائدة الأيام (٨)، وكلام إمام أي إمام، أتى فيه بالحقيقة، وكشف عن الطريقة، ولم أعلم من هو (٩).

لُبَابُ قَوْله - في كلمات مختصرة على طريق التقريب -: أن الفقر عبارة عن العجز، والغنى عبارة عن القدرة، وهما صفتان من صفات الإنسان قائمتان به، فإنما يكون غنيًّا وفقيرًا بصفاته الموجودة بذاته، قال النبي (١٠): "ليس الغنى عن كثرة العَرَضِ، وإنما (١١) الغِنَى غِنَى النفس"،


(١) في (ع): المعارضة.
(٢) سقطت من (س).
(٣) سقطت من (س).
(٤) في (د): بالثغر.
(٥) سقط من (س).
(٦) في (ص): الفضل.
(٧) في (د): احتبسته، ومرَّضها، وفي الطرة: في خـ: احتبسه.
(٨) قوله: "غيرُ مُتَرْجَم، فنظرته واحتبست به، ثم طالعته؛ فإذا به فائدة الأيام" سقط من (ص).
(٩) لعله للإمام أبي منصور البغدادي، ذكره له التاج في طبقاته: (٥/ ١٤٠).
(١٠) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الزكاة، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، رقم: (١٠٥١ - عبد الباقي).
(١١) في (د) و (س): لكن.