للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بعضهم: معناه: "لا يدخلون (١) النار دخول خلود".

والأوَّلان أقوى.

وأمَّا الجنة فلا يدخلها مثقالُ ذرَّة من كِبْرٍ (٢).

وقد قال بعضهم: "إن الحديث على ظاهره، وأنه لا يدخل الجنة من في قلبه (٣) مثقال ذرَّةٍ من كِبْرٍ؛ لأنه يُطَهَّرُ إن غفِرَ له أو عُدبَ؛ فلا يدخل الجنة شيءٌ من ذلك، كما أنه لا يُخَلَّدُ في النار هع مثقال ذرَّة من إيمان أبدًا".

وذَكَرَ النبيُّ الوَجْهَيْنِ لتردُّد العبد بين حالتين؛ الخوف والرجاء، حتى يكون برجائه راغبًا (٤) في العمل، وبخوفه (٥) كافًّا عن الذنوب، باكيًا على ما فَرَطَ من التقصير.

وقد قال بَعْضُ المتعبدين: "إن البكاء والرقة التي تَعْرُو عند سماع القرآن فيبكي وإن كان خوفًا فإنه قاصر؛ لأنه بسَبَبٍ عارض، فإذا زال (٦) السَّبَبُ عاد القلبُ إلى ما كان فيه من التَّلَهِّي" (٧).


(١) في (ك): يدخلوا، وفي (ب): يدخل.
(٢) في (ك) و (د) و (ب): كفر، وضبَّب عليها في (د).
(٣) قوله: "من في قلبه" سقط من (ك) و (ب) و (ص)، وفي (ص): الجنة مع مثقال.
(٤) في (ص) و (ك): غائبًا.
(٥) في (ك) و (ص): لخوفه.
(٦) في (ك): نال.
(٧) هذا قَوْلُ أبي حامد، وهو في إحيائه: (ص ١٥٠٥).