للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخل؟ لم يستقم إلَّا مع تقسيم وتنويع، واختلاف حال ومَحَلٍّ، وسبب وفائدة، وقد يتعذَّر (١) التفضيل مع ذلك كله (٢).

ولكن نَرُدُّ (٣) السؤال عن هذه الصورة إلى عبارة أخرى، فنقول (٤): العبدُ المؤمن إلى أيِّ الحالين هو أحوج، أن يغلب على قلبه الرجاء، أو يغلب على قلبه الخوف؟

قلنا له: أمَّا في حال المُهَلِ واستقبال الأَمَلِ فهو إلى الخوف أحوج، حتى يَكُفَّ عنْ (٥) غَرْبِه، ويُصلح من فلبه، ويُقبل على الله بحُبِّه، ويُجافي عن مضجعه بجَنبه (٦)، ويعلم تقصيره في حق مولاه بلُبِّه، ويتحقَّق أنه على شَكٍّ في تقريبه له وقُرْبِه، وعلى جهالة من مآل أمره وعُقْبه، فإذا أحسَّ بالمنيَّة فأَحْوَجُ ما هو إلى الرجاء، وإنْ (٧) كان الغالب على فِعْلِه الحَسَنُ، ففي الحديث الحَسَنِ (٨) الصحيح (٩): "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا مع عبدي إذا ذكرني" (١٠).


(١) في طُرة بـ (د): يتعدد.
(٢) ينظر: الإحياء: (ص ١٥١٣).
(٣) في (د): ترد.
(٤) في (د): فيقول.
(٥) في (ك) و (ب): من.
(٦) في (د): لجنبه.
(٧) في (ك) و (ص): إن.
(٨) سقط من (ك) و (ب).
(٩) سقط من (ص).
(١٠) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى، رقم: (٢٦٧٥ - عبد الباقي).