والمال نشأ عنه اسمان؛ "المهاجر"، و"الحاج"، فيتلاءم مع ما قبله، أمَّا "المهاجر": فهو الذي يترك الكل ولا ينوي أن يعود، و"الحاجُّ" معلوم معروف.
وجَعَلَ القاضي أبو بكر على وَفْقِ "الحاج" وعلى طريقه اسمَ "المخبت"، فتمَّم ما ذَكَرَه قبل، وكمَّل ما بدأه فيه، ولمَّا كان الذِّكْرُ من جملة الحج جعله بعده، فكان به مُذَكِّرًا.
ويكون اسم "المُذَكِّرِ" هو الجامع بين ما سَبَقَ وما يأتي بعدُ، ومن طريقه يَجُوزُ إلى الأسماء الأخرى، والتي تأتي متعاقبة؛ على نَظْمٍ واحد، ونَسَقٍ مُفْرَدٍ.
وهذه الأسماء هي:"الحكيم"، "الواعظ"، "القاصُّ"، ومعها:"المُذَكِّرُ".
ولا يكون هذا الواعظ والقاصُّ حكيمًا حتى يتفكَّر في شأنه، لئلَّا يكون ممَّن يدل الناس على الخير ثم يُحْرَمُ منه، فينشأ عنه اسم "المتفكر".
فإذا تفكَّر علم افتقاره إلى رَبِّه، وأدرك حاجته وخصاصته، وأَيْقَنَ أن الغنى هو الاغتناء به، وأن الكفاية هي التوكل عليه، وبه يكون فقيرًا إلى مولاه، غَنِيًّا عن كل مخلوق سواه.
وبعد اسم "المُتَفَكِّرِ" جاءت هذه الأسماء، وهي:"الفقير"، و"الزاهد"، و"المتوكل"، و"المُفَوِّضُ"، و"الرَّاضِي".
وينشأ عن هذه الخمس اسم "المتمني"، وقد يحمد في تعلق البال في صالح الأعمال.