للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوَّل: قيل له: ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾، كما قال النبي (١) (٢) لهم: "إنِّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد" (٣)، و ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ [الأنعام: ١٩]، و ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ (٤) [الفرقان: ١].

والثاني (٥): ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾، وقدَّم هاهنا التسمية قبل (٦) العامل فيها؛ وهو (٧) الفعل، للاهتمام الواجب فيها، والتعظيم المستحق لها، وكذلك طريقة الفصاحة (٨) العربية في أمثالها، إذا كان لهم الاهتمام بالمعمول فيه قُدِّمَ على العامل، تقول: عَمْرًا ضربتُ، وعَمْرا ضربَ زَيْدٌ، فإنما يُجْعَلُ صدر الكلام لكل ما يقع به الاهتبال والاهتمام.

فأَمَرَ بتكبيره وتعظيمه عن أن يكون معبودًا سواه، أو يشاركه غيره في عبادته، أو يكون له سَمِيٌّ في أفعاله أو صفاته أو ذاته.

وإذا (٩) قدَّس ربَّه عمَّا لا يليق به فقد أُمِرَ أن يُطَهِّرَ نفسه عن دناءات الآدميِّين التي لا تليق به، ولقد أَمَرَه سبحانه بما أعطاه وله (١٠) ويسَّره، ومَدَحَه بما خلق فيه وقدَّره، فله الحمد أوَّلًا وآخِرًا، وباطنًا وظاهرًا.


(١) لم يرد في (د).
(٢) في (ك): صلى الله عليه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (د) و (ص): "ولتكون للعالمين نذيرًا".
(٥) قوله: "والثاني" سقط من (ك) و (ب)، وفي (ص): الأمر الثاني.
(٦) سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٧) قوله: "وهو" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٨) في (د): فصاحة.
(٩) قبله في (ص): الأمر الثالث.
(١٠) في (ك) و (ص) و (ب): له.