للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مالك عن يحيى بن سعيد: "قال عمر بن الخطاب: من كانت له أرض فليعمرها، ومن كان له مال فليُصلحه، فيُوشِكُ أن يأتي من لا يعطي إلَّا من أحبَّ" (١).

ورِضْوَانُ الله على عمر؛ فإنه قد جاء بعده من تسلَّط على الأرض حتَّى نفَّر صاحبها عنها، وتسلَّط على المال حتى يودُّ الرجل أن (٢) لم يكن معه مال (٣)، وليس للمسألة.

ولذلك جعل بعضُهم "رَفِيقًا (٤) "من أسماء الباري، في "الموطأ": عن خالد بن مَعْدَان يَرْفَعُه: "إن الله رفيق يحب الرفق ويرضى به، ويُعِينُ عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدوابَّ العُجْمَ فأنزلوها منازلها، فإن كانت الأرض جَدْبَةً فانْجُوا عليها بنِقْيِها (٥)، وعليكم بسَيْرِ الليل؛ فإن الأرض تُطْوَى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإيَّاكم والتعريس على الطريق؛ فإنها طُرُقُ (٦) الدواب ومأوى الحيَّات" (٧).

وحقيقة الرفق: هي محاولة الأمور بأقلَّ ممَّا تحصل به، وفى أكثر من المدة التي تكون فيه، وهو التَّأَنِّي، فالتَّأنِّي أَحَدُ قِسْمَيِ الرِّفْقِ.


(١) البيان والتحصيل: (١٧/ ٢٢٨).
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): أنه.
(٣) سقط من (ك) و (د) و (ب).
(٤) في (د): رفيق.
(٥) في (د): بنفيها.
(٦) في (ك) و (ص) و (ب): الطرق.
(٧) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: كتاب الجامع، ما يؤمر من العمل في السفر، (٢/ ٣٤٤)، رقم: (٢٧٥٨ - المجلس العلمي الأعلى).