للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليكم وأنا أرجو أن تكونوا على خير وعلى ذِكْرٍ، فإذا أنتم أصحاب دُنْيَا، فقام عنهم" (١).

وقد روى الترمذي عن خارجة بن (٢) زيد بن ثابت قال: "دخل نَفَرٌ على زيد بن ثابت فقالوا له: حَدِّثْنَا أحاديث رسول الله (٣)، قال: ماذا أُحَدِّثُكُمْ؟ كنتُ جَارَهُ، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليَّ فكتبته له، فكُنَّا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، بكُلِّ هذا أُحَدِّثُكُمْ عن رسول الله؟ " (٤)، وهذا أصح.

الثالث عشر: ألَّا يشغل باله في باب النظر لدنياه.

رُوي أن أبا حازم مرَّ بأبي جعفر المديني (٥)؛ وهو مكتئب حزين، فقال له: "ما لي أراك مكتئبًا حزينًا؟ وإن شئتَ أخبرتُك، قال: أخبرني ما وراءك (٦)، قال: ما وراءك (٧)؛ ذَكَرْتَ وَلَدَكَ من بعدك، قال: نعم، قال: فلا تفعل؛ فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضَّيْعَةَ، وإن كانوا لله أعداء فلا تُبَالِ ما لَقُوا بعدك" (٨).


(١) الزهد لابن المبارك: (٢/ ٧٠٩).
(٢) قوله: "خارجة بن سقط" من (ك) و (ص) و (ب).
(٣) لم ترد في (ك).
(٤) أخرجه الترمذي في الشمائل: باب ما جاء في خُلُقِ رسول الله ، (ص ٢١٥)، رقم: (٣٤١).
(٥) في (ك) و (ص) و (ب): المدني.
(٦) بعده في (ك) و (ب): الكلام على الخاطر.
(٧) في (ك) و (ص) و (ب) و (د): وراك.
(٨) حلية الأولياء: (٣/ ٢٣٢).