للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا حديث الترمذي في قوله: "ما طلعت الشمس على رجل خير من عُمر" (١)؛ فإنه يعني: بعد أبي بكر؛ لأنه من حسنات أبي بكر.

وأمَّا خيريته صلى الله عليه (٢) لنساء قريش فقد بيَّنها بقوله: "أحناه على وَلَدٍ" (٣)، إلى آخِرِ الحديث.

وأمَّا قوله: "خَيْرُ القرون قرْني" (٤)؛ فإنه لكذلك، فإنه ليس من فضيلة ولا خصلة إلَّا وهم إليها أسبق، وبها أحق، وهي فرقة لا تُدانى ولا تُلْحَقُ، وأمَّا من ظنَّ أن ذلك بسبقهم في الزمان فقد أخطأ؛ فإنما سبقوا في الفضائل حين سبقوا، أو لا ترى أن زمانهم آخر الأزمنة وهم خير أمة؟ فليس للزمان في ذلك حَظٌّ، والذي جاء بعدهم أَحَطُّ منهم، لما فاتهم من مرتبتهم، وكذلك الدِّينُ يضعف حتى يذهب، ويَحُولُ حتى يزول.

وأمَّا قوله : "خَيْرُ الناس رَجُلٌ مُمْسِكٌ بعِنَانِ فرسه في سبيل الله" (٥)؛ فظنَّ بعضهم أن ذلك عند فساد الزمان، وليس ذلك إلَّا في كل حال، فإنه لا يَعْدِلُ عَمَلٌ الجهادَ في سبيل الله.

فإن قيل: إلَّا ذِكر الله؛

قلنا: لا يمنع الجهادُ من ذِكْرِ الله؛ فرَجُلٌ يذكر الله في الجهاد خَيْرٌ من رجل يذكره في غير الجهاد.


(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): .
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) تقدَّم تخريجه.
(٥) تقدَّم تخريجه.